الصلع عند الرجال شائع للغاية و وارد عند بلوغ مرحلة من العمر, و هذه المرحلة تتغير من فرد لأخر, و قد تكون في سن الثامنة عشر عند البعض , و قد تكون في سن الخمسين عند البعض الأخر و هذا تتحكم فيه عوامل وراثية, و يكون هذا الصلع الوراثي نتيجة للبرمجة الوراثية التي يملكها الفرد بجينومه الخاص, أي على مستوى ال.د.ن.أ DNA .
و الصلع لا يصيب الرجال فقط إنما قد يصيب النساء أيضا في سن معين , لكن النساء من المعروف أنهن يصبن بصلع جزئي و أو مرحلي و يعود الشعر إلى طبيعته في أغلب الحالات , كما أنه من الغير المرجح عند النساء حصول صلع كلي, لكن هناك حالات عدة للصلع الكلي عند النساء و تسجل بأعداد قليلة لكنها ممكنة, و كثيرا ما يكون الصلع نتيجة للتوتر اليومي و العلاج الكيمائي و غيرها من الأسباب , لكن أكثرها شيوعا هو الصلع الوراثي , و ما يحصل هنا هو في الغالب خلل في التوازن الهرموني بمناطق معينة تحت جلدة فروت الرأس, هذا الخلل بالأساس يصيب هرمون التيستيستيرون , فهنا ينتج هجوم مناعي ضد شعر الرأس, و بالخصوص بصيلاته , فيحصل هدم لعملية تركيب البروتينات المكونة للشعر, و أيضا تراكم الذهن حول جذور الشعرة و البصيلة ما يسبب الاختناق للشعرة و يعجل موتها بشكل تدريجي.
كيف يسبب هرمون التستيستيرون تساقط الشعر:
العلاقة بين هرمون الرجولة التستستيرون و الصلع هي قائمة, فارتفاع نسبة هذا الهرمون معروف أنها تسبب الصلع , لكن الصلع و تساقط الشعر في عدة حالات يكون نتيجة تراكم DHTالديهيدرو- تيستيستيرون ,dihydro-testosterone , و هذا الأخير ينتج عن تحول التيستيسترون, بسبب عملية يقوم بها أنزيم يسمى 5-ألفا ريديوكتاز, α-5 reductase , هذا ألأخير هو الذي يحفز تفاعل تحول التيستيستيرون الى ديهيدرو-تيستيستيرون.
تراكم الديهيدرو-تيستيسترون DHT هو المسئول عن الصلع , و ليس هرمون الرجولة في حالته الطبيعية , فالمناطق من فروة الرأس التي لوحظ بها تركيز مرتفع من الديهيدرو-تيستيسترون, هي التي تصاب بالصلع و كلما كانت الكمية أكبر كلما كان الصلع أسرع و أكثر حدة, و كما أشرنا فأنزيم α-5 reductase هو الذي يكون مسئول عن هذا التفاعل, و يظهر هذا الأنزيم نتيجة لخلل وراثي مبرمج مع تقدم السن, و هناك نوعان من هذا الأنزيم نوع I و نوع II, و لكن المسئول عن تساقط الشعر هو النوع الثاني, يتواجد ببصيلات الشعر و البروستات.
لذالك لعلاج الصلع الوراثي من الجد أن نستهدف السبب و هو هذا الأنزيم , لكونه المسئول عن تساقط الشعر فان وقاف عمله سيوقف تساقط الشعر, و هناك عدة أدوية لذالك أشهرها الفيناستيريد , و هو يكبح عمل الأنزيم المسئول عن تكون DHT , و بوقف عمله نكون قد أوقفنا سبب تساقط الشعر الوراثي, لكن عيوب هذا العلاج و كغيره من علاجات الصلع الوراثي, أنها تحتاج إلى الاستمرارية و المداومة و التوقف عن استعمالها يعني عودة الشعر إلى التساقط من جديد.
